اولاد ايلوهيم فى حوار الاصدقاء

نعمه وسلام لك ايها الزائر الكريم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

اولاد ايلوهيم فى حوار الاصدقاء

نعمه وسلام لك ايها الزائر الكريم

اولاد ايلوهيم فى حوار الاصدقاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اولاد ايلوهيم فى حوار الاصدقاء

منتدى روم حوار الأصدقاء


    هل كانت رسالة المسيح لليهود فقط أم لكل البشرية؟

    The Dragon Christian
    The Dragon Christian


    عدد المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 13/08/2010

    هل كانت رسالة المسيح لليهود فقط أم لكل البشرية؟  Empty هل كانت رسالة المسيح لليهود فقط أم لكل البشرية؟

    مُساهمة من طرف The Dragon Christian السبت أغسطس 14, 2010 2:58 pm

    <BLOCKQUOTE class="postcontent restore ">
    هل كانت رسالة المسيح
    لليهود فقط أم لكل البشرية؟

    ركز الإنجيل للقديس يوحنا على رسالة الرب يسوع المسيح إلى العالم أجمع وليس لليهود فقط لأنه كتب بعد أن كتبت جميع أسفار العهد الجديد الأخرى وبعد صعود الرب يسوع المسيح بحوالي خمسين سنة لأن مسألة التدرج في الخدمة والتي كان يجب أن تبدأ من اليهود وباليهود ثم للأمم كانت قد ولت. ومن ثم فقد ذكر كم من الآيات التي أعلن فيها الرب يسوع المسيح أنه جاء للعالم أجمع وللمسكونة كلها ولكل البشرية. وفيما يلي أهم الآيات التي تؤكد ذلك:
    (1) كانت رسالته للعالم: " كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم " (يو1 :9).
    (2) كما وُصف بالنبي الآتي للعالم: " فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا أن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم " (يو6 :14).
    (3) والمسيح الآتي للعالم: " قالت له نعم يا سيد. أنا قد آمنت انك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم " (يو11 :27).
    (4) وُصف نفسه بأنه نور العالم: " ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلا أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة " (يو8 :12)، " ما دمت في العالم فانا نور العالم " (يو9 :5)، " أنا قد جئت نورا إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة " (يو12 :46).
    (5) لفداء العالم وخلاصه من الخطية: " وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا إليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم " (يو1 :19)، " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " (يو3 :16)، " لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم " (يو3 :17). ولذا عبر أهل السامرة عن إيمانهم به: " وقالوا للمرأة أننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم " (يو4 :42)، " أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. أن أكل احد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم " (يو6 :51)، " لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلّص العالم " (يو12 :47).
    (6) وكما أرسله الآب للعالم أرسل هو نفسه تلاميذه للكرازة للعالم: " كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم " (يو17 :18).
    إذاً فقد جاء الرب يسوع المسيح للعالم أجمع ولخلاص كل من يؤمن به من البشرية.كما ذكرت الأناجيل الثلاثة الأولى أمر الرب يسوع المسيح للكرازة في المسكونة من أورشليم إلى أقصى الأرض كلها وتلمذة جميع الأمم. كما أكدت بقية أسفار العهد الجديد على أن رسالة الرب يسوع المسيح ليست لليهود فقط بل للعالم أجمع. ومع ذلك يستغل بعض المشككين بعض الآيات، بدون دراسة أو علم بل وبأسلوب ميكيافليي هو: " الغاية تبرر الوسيلة "، بل ويتصورون أنهم في حالة حرب مع المسيحيين ويرون أن " الحرب خُدعة "!! فلماذا لا يخدعون المسيحيين!! ويفسرونها بعيداً عن سياقها إذ يفصلونها عما قبلها وبعدها، ويتجاهلون الكثير من الآيات التي تؤكد أن المسيح جاء للعالم أجمع وليس لليهود فقط وذلك لتشكيك المسيحيين في إيمانهم وعقيدتهم كما قال الرب يسوع المسيح " لكي يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً " (مت24 :24 ؛مر13 :22). ولكن ما يفعلونه لم ولا ولن يؤثر في المسيحيين على الإطلاق لأنهم يعرفون حيل المشككين كما يعرفون كتابهم المقدس ولديهم من يفسر لهم نصوصه وآياته بأسلوب علمي حقيقي.
    وقد أتخذ بعض المشككين من بعض الآيات وسيلة للتضليل والتشكيك فقالوا أن المسيح لم يرسل إلا لليهود فقط!! وتجاهلوا كل ما قيل عن مجيء المسيح للعالم أجمع والمسكونة كلها!!
    فقال أحد هؤلاء المشككين: " لما بدأ يسوع في الدعوةإلى الله، أعلن أنها قاصرة على بني إسرائيل ولا تمتد إلى غيرهم لذلك نراه يقول في[متى15: 24]: " لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ". ولاحظ عزيزيالقارئ أن (إلا) هي أداة للحصر، حصر بها المسيح رسالته ضمن الشعب الإسرائيلي.وحتى عندمارفضت أورشليم رسالة المسيح ناجاها بكلام يستفاد منه أن رسالته هي لشعب اليهود الذيكان مستعمراً لمدينة القدس وقتئذ:"يا أورشليم ياأورشليم 00 يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادككما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا "[متى37: 23]. ثم يضيف: وقد يحتجالبعض بأن دعوة المسيح دعوة عالمية بالنص الوارد في إنجيل متى إصحاح 38"اذهبوا وتلمذوا جميع الأمموهذا النص هام جدا هل كان بعد صلب المسيحالمزعوم أم قبله فلو قلتم بعده وهو الصحيح على حسب كتابكم أنه قال النص بعد قيامته[خط بارز] سيكون هناك طامة أن المسيح صلب وهو لم يعلنإلا أنه لليهود أي صلب لشعب اليهود دون غيره[خطبارز] ولكنهم نسوا أنهذا النص معارض بنصوص أخرى والتي ذكرناها آنفاً، وأن بعض المحققين ذهبوا إلى أنهذه العبارة إلحاقية بإنجيل متى وأنها لم تذكر في بقية الأناجيل.
    ويتساءل في سؤال تضليلي وتشكيكي فيقول: ثم يقال لم اختصمتىبالسماع دون غيره؟ لقداتفقت الأناجيلالثلاثة على إيراد قصة دخول المسيح أورشليم راكباً على جحش.فهل كان ركوبه على جحش أهم من ذكر هذا النص؟!!
    ثم يلجأ البعض الأقوال المشوهة والناقصة والمبتورة زاعما أن بعض المراجع المسيحية تقول أن المسيح جاء لليهود فقط!! وهذه ليست كذبة تضليلية فقط بل هي نكته من نكت هؤلاء المشككين الذين لا يضحك لها أحد!!
    ثم يتخذ من قول الكتاب أن المجوس جاءوا للمسيح باعتباره ملك اليهود (مت2 :1)، وأن التهمة التي كانت موجهة إليه أنه قال أنه ملك اليهود (مت27 :11)، وأن الملاك بشر العذراء بأن وليدها سيملك على بيت يعقوب فقط ويجلس على كرسي داود ملك إسرائيل فقط (لو1 :32و33). وأنه كتب على صليب المسيح أنه ملك اليهود المسيح هو ملك اليهود (لو23 :38)، ذريعة ليقول أن المسيح جاء لليهود فقط، ونسي أن الرب يسوع المسيح نفسه أكد أمام بيلاطس أن مملكته ليست من هذا العالم: " ثم دخل بيلاطس أيضاً إلى دار الولاية ودعا يسوع وقال له أنت ملك اليهود. أجابه يسوع امن ذاتك تقول هذا أم آخرون قالوا لك عني. أجابه بيلاطس ألعلي أنا يهودي. أمّتك ورؤساء الكهنة أسلموك إليّ. ماذا فعلت؟ أجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم.لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلّم إلى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتي من هنا " (يو18 :33-36).ويتجاهل كل ما قيل عن كون المسيح قد جاء للعالم كله!!
    ثم يزعمون قائلين: لقد كان المسيحمعروفاً عند الناس أنه نبي اليهود وبني إسرائيل ليس إلا 00 ولم يقل الكتاب ذلك بل قال: " فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل " (مت21 :11)، وأنه النبي الآتي إلى العالم وليس لليهود فقط: " فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا أن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم " (يو6 :14).
    كما قالوا أن الرب يسوع المسيح وصف الأمم بالكلاب عندما طلبت منه المرأة الكنعانية شفاء ابنتها وقال لها: " ليسحسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلابأماالمرأة فلم تيأس وقالت: " يا سيد. والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدةأربابها " (مت15 :25-27)، وهنا رق له قلبه وشفى ابنته. وهنا يقولون أن هذا يدل على محلية رسالة يسوع وأنها كانت لليهود فقط!! بل وقال هذا الكاتب المشكك أن قوله الذي جاء في إنجيل مت: " لا تعطوا القدس للكلاب. ولاتطرحوا درركم قدام الخنازير. لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم " (مت7 :6)، تدل على أن دعوته لا يمكن أن تكون دعوة عالمية. وهنا لا يدرك هذا المشكك أن الرب يسوع عندما قال لا تعطوا القدس للكلاب كان يتكلم في موضوع آخر لا صلة له لا بالأمم ولا باليهود!!ثم يواصل تشكيكه ويقول: إن هذا الذي يقول لم أرسل إلا إلي خراف بيت إسرائيل الضالة وينبذ الأجانب بمثلهذه الألقاب – كلاب وخنازير – نجده أيضاً يحذر أتباعه مرة أخري من نشر الدعوة خارجاليهودية: " هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا. إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينةللسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة (مت10 :5و6). هكذا في سفسطة وتشكيك يليقا بصحبهما!!
    بل وراح يكشف عن عدم معرفته بآيات الكتاب المقدس ويتكلم فيما لا علم له به!! أما أن كان يعلم فهذه مصيبة، فقد فسر كل شيء بغير معناه بل وبطريقة خداعية تشكيكية تدل على فكر لا يمكن أن نثق فيه أو نصدقه أو نقبله لما فيه من عدم معرفة أو خداع وتضليل!! فزعم أن المسيح كان يتكلم في وجود الآخرين، ويقصد الأمم، بالرموز كي لا يفهمه الأمم، وقد بين سبب استخدام الأمثال أمام الأممفقال: لكم قد أعطي أن تعرفوا إسرار ملكوت الله. وأما للباقين فبامثال حتى أنهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يفهمون. (لو8 :10)يتحدث إليهم بلغة مشفرة لايدركها الأمم ! كي لا يفهموا – فإذا اختلي بتلاميذه اليهود يوضح لهم ما. وإماعلى انفراد فكان يفسر لتلاميذه كل شيء (مر4 :34)!! دون أن يعرف أن الرب يسوع كان يكلم الجموع من المستمعين من اليهود وليس الأمم ثم يفسر مغزى هذه الأمثال لتلاميذه لأنهم الذين سيحملون الإنجيل ويكرزون به في المسكونة كلها: " فاجتمع إليه جموع كثيرة حتى انه دخل السفينة وجلس. والجمع كله وقف على الشاطئ. فكلهم كثيرا بأمثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع 000 فتقدم التلاميذ وقالوا له لماذا تكلمهم بأمثال. فأجاب وقال لهم لأنه قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات. وأما لأولئك فلم يعط. فان من له سيعطى ويزاد. وأما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه. من اجل هذا اكلمهم بأمثال. لأنهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون. فقد تمت فيهم نبوة اشعياء القائلة تسمعون سمعا ولا تفهمون. ومبصرين تبصرون ولا تنظرون. لأن قلب هذا الشعب قد غلظ. وآذانهم قد ثقل سماعها 000 هذا كله كلم به يسوع الجموع بأمثال. وبدون مثل لم يكن يكلمهم لكي يتم ما قيل بالنبي القائل سأفتح بأمثال فمي وانطق بمكتومات منذ تأسيس العالم " (مت13 :2و3؛ 34و35).
    بعد هذه المقدمة نؤكد أن الكتاب المقدس بعهديه يؤكد أن الرب يسوع المسيح جاء للعالم كله بما فيه اليهود، وليس لليهود فقط، وذلك من خلال ثلاثة براهين رئيسية، هي؛ نبوات العهد القديم، وإعلانات العهد الجديد، وتفسير الآيات المستخدمة للتشكيك والتي يحذفون ما قبلها وما بعدها من آيات لكي يجردوها من سياقها ويظهرونها بشكل ناقص ومبتور فلا يظهر معناها الحقيقي.
    أولاً: نبوات العهد القديم:
    عندما أختار الله أبونا إبراهيم ودعاه ليترك أرضه وأهله وعشيرته كان الهدف من ذلك أن يخرج منه شعبا يؤمن به كالإله الواحد لكي يأتي منه الفادي المنتظر والمسيح الموعود في ملء الزمان، لذا يقول الكتاب: " وقال الرب لإبرام اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي اريك. فأجعلك امة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة. وأبارك مباركيك ولاعنك العنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض " (تك12 :1-3). وهنا يؤكد الله أن جميع الأمم ستنال البركة من خلال إبراهيم، وبعد ذلك أكد هذه الحقيقة بقوله: " وإبراهيم يكون امة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع أمم الأرض " (تك18 :18). ثم أكد له أن هذه البركة ستكون من خلال النسل الذي سيأتي منه فقال له: " ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض. من اجل انك سمعت لقولي. وقال بذاتي أقسمت يقول الرب. أني من اجل انك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر. ويرث نسلك باب أعدائه. ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض " (تك22 :15-18). ثم أكد الله هذا الوعد ليعقوب: " ورأى (يعقوب) حلما وإذا سلّم منصوبة على الأرض ورأسها يمسّ السماء. وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها. وهوذا الرب واقف عليها فقال أنا الرب اله إبراهيم أبيك واله اسحق. الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك. ويكون نسلك كتراب الأرض وتمتدّ غربا وشرقا وشمالا وجنوبا. ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض " (تك28 :12-14). وأكد هذا الوعد من خلال يعقوب لأبنه يهوذا: " لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب " (تك49 :10).
    ونلاحظ هنا أن هذا النسل الآتي سيكون بركة لـ " جميع أمم الأرض"، ولـ " جميع قبائل الأرض"، و " له يكون خضوع شعوب "، وستخضع له شعوب كثيرة. والسؤال هنا من هو هذا النسل لتتبارك به جميع قبائل وشعوب وأمم الأرض؟ والإجابة بعيدا عن التخمين تقول أنه الرب يسوع المسيح، وهذا ما يؤكده العهد الجديد صراحة وبكل وضوح: " والكتاب إذ سبق فرأى أن الله بالإيمان يبرر الأمم سبق فبشر إبراهيم أن فيك تتبارك جميع الأمم 000 المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة. لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع لننال بالإيمان موعد الروح أيها الأخوة بحسب الإنسان أقول ليس احد يبطّل عهدا قد تمكن ولو من إنسان أو يزيد عليه وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفي نسله. لا يقول وفي الانسلال كأنه عن كثيرين بل كأنه عن واحد وفي نسلك الذي هو المسيح. وإنما أقول هذا أن الناموس الذي صار بعد أربع مئة وثلاثين سنة لا ينسخ عهدا قد سبق فتمكن من الله نحو المسيح حتى يبطّل الموعد " (غل3 :8و13-16).
    ويؤكد الكتاب هذه الحقيقة لليهود فيقول: " انتم أبناء الأنبياء والعهد الذي عاهد به الله آباءنا قائلا لإبراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض. إليكم أولا إذ أقام الله فتاه يسوع أرسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره " (أع3 :25و26).
    ويتنبأ عن هذه الحقيقة أيضاً اشعياء النبي: " ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجدا " (اش11 :10). وأيضاً: " هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرّت به نفسي. وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم.لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفئ. إلى الأمان يخرج الحق. لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته " (اش42 :1-4).أي أنه سيأتي لجميع الأمم ولجميع الجزائر التي ستنتظر تعليمه وشريعته.
    ويطبقها القديس متى على الرب يسوع المسيح هكذا: " لكي يتم ما قيل باشعياء النبي القائل. هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرّت به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق. هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرّت به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق. لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف. وفتيلة مدخنة لا يطفئ. حتى يخرج الحق إلى النصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الأمم " (مت12 :18-21).
    كما تنبأ دانيال النبي مجيئه لكل الشعوب والأمم والألسنة فقال: " كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبّد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض " (دا7 :13و14).
    وتنبأ يوئيل النبي عن حلول الروح القدس على كل بشر من جميع الأمم: " ويكون بعد ذلك إني اسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاما ويرى شبابكم رؤى " (يوئيل2 :28).
    ويقول الكتاب عن نبوات اشعياء النبي عن مجيئه: " كما هو مكتوب في سفر أقوال اشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية أعدّوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. كل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة. ويبصر كل بشر خلاص الله " (لو3 :3-6).

    ثانياً: إعلان الرب يسوع المسيح وتلاميذه أنه جاء لكل القبائل والشعوب والأمم:
    هناك حقيقة هامة تغيب عن البعض وهي أن الرب يسوع المسيح كان لابد أن يأتي من اليهود لأنهم الشعب الوحيد الذي أختاره الله لهذه المهمة وكان الشعب الوحيد الذي ظلت بقية منه تعبد الله الواحد وتحفظ وصاياه وتعرف إعلاناته وتؤمن به، لذا حدد الله أن يأتي المسيح من نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب ويهوذا وداود ويولد من عذراء في بيت لحم ويتربي في الناصرة إلى أن يأتي الوقت المحدد ليحل عليه الروح القدس مثلما حل على جميع أنبياء إسرائيل ويبدأ خدمته التي جاء من أجلها. وكان من الطبيعي أن يبدأ الخدمة من الشعب الذي جاء منه، شعب إسرائيل وأن يختار تلاميذه ويعدهم من أبناء هذا الشعب لأنه كيهود يعرفون نبوات العهد القديم ويحفظون الشريعة الموسوية، كما كان من الطبيعي أن يكون اليهود هم أول من تبدأ الكرازة بهم، فهم الذين أعدوا ليأتي منهم المسيح، وقد جاء منهم والتلاميذ والرسل منهم، لذا يقول القديس بولس: " أقول الصدق في المسيح.لا اكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس أن لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لا ينقطع. فاني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروما من المسيح لأجل أخوتي أنسبائي حسب الجسد الذين هم إسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد. ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلها مباركا إلى الأبد " (رو9 :1-5).
    ولكن الرب يسوع المسيح أكد أنه وأن كان قد بدأ كرازته باليهود إلا أنه لم يأت لهم وحدهم بل للعالم أجمع، وهنا يؤكد قائلاً: " أما أنا فاني الراعي الصالح واعرف خاصتي وخاصتي تعرفني 000 ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد " (يو10 :1416). وأنه بعد يقدم ذاته على الصليب سيضم إليه جميع الأمم: " الآن دينونة هذا العالم. الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجا. وأنا أن ارتفعت عن الأرض اجذب إليّ الجميع. قال هذا مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعا أن يموت " (يو12 :31-33).
    وقد آمن به قطاع من اليهود قبل الصلب وآمن به جماهير غفيرة من اليهود بعد القيامة والصعود وحلول الروح القدس " وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدا في أورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان " (أع6 :7). ولكن قطاع كبير أيضا منهم لم يؤمن به. وفي الوقت المعين بدأت الكرازة للأمم بعد أنضمام كرنيليوس قائد المئة الروماني من الكتيبة التي تدعى الايطالية، وتلا ذلك أنضمام الأمم للمسيحية بأعداد غفيرة حتى فاق عدد المنضمين من للأمم للمسيحية عدد المنضمين من اليهود بكثير وظل عدد كبير من اليهود ينكرون الرب يسوع المسيح ويرفضون الإيمان بأنه المسيح المنتظر لذا عبر الكتاب عن هذه الحقيقة بقوله: " إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله " (يو1 :11-13).
    ونظرا لأن البشارة بالرب يسوع المسيح كانت لكل الأمم فلم يكن من الممكن أن يذهب المسيح إلى جميع الشعوب والأمم ويكرز لهم ويعلم بينهم لذا كرز لمدة ثلاث سنوات وثلث تقريباً في المناطق التي كان يعيش فيها اليهود بفلسطين وخلالها أعد تلاميذه ورسله من خلال تعليمه وأعماله ليكونوا شهودا له، لشخصه وأعماله وتعليمه، أمام جميع الشعوب والأمم، لذا أرسلهم في إرساليات تبشيرية داخل إسرائيل فقط؛ " وبعد ذلك عيّن الرب سبعين آخرين أيضا وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا أن يأتي " (لو10 :1)، زودهم فيها بعمل المعجزات وإخراج الشياطين " اشفوا مرضى.طهروا برصا. أقيموا موتى. اخرجوا شياطين " (مت10 :Cool، لسببين؛ الأول هو لإعداد الطريق أمام المسيح نفسه والثاني هو للتدريب والاستعداد للمهمة الكبرى التي كان محتوما أن تبدأ بعد الصلب والقيامة وحلول الروح القدس على التلاميذ. ولذا فقد أمرهم الرب يسوع المسيح أن لا يكرزوا خارج إسرائيل حتى يحين الوقت المحدد ويحل عليهم الروح القدس ثم ينطلقون للكرازة في العالم أجمع لذا يقول: " هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا. إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السموات " (مت10 :5-7).
    أما شهادتهم للعالم أجمع فكان لابد أن تبدأ بعد حلول الروح القدس مباشرة حيث قال لهم: " وأنا اطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه. وأما انتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم 000 وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم " (يو14 :16و17و26)، " ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. وتشهدون انتم أيضا لأنكم معي من الابتداء " (يو15 :26و27)، " وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث. وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم. وانتم شهود لذلك. وها أنا أرسل إليكم موعد أبي. فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي " (لو24 :46-49). " لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض " (أع1 :Cool.
    وأكد لهم أن كرازتهم ستكون للعالم أجمع مرات عديدة وقد ذكر ذلك في الأناجيل الأربعة فالإنجيل للقديس يوحنا تكلم عن عالمية دعوة الرب يسوع المسيح، كما بينا أعلاه عشرات المرات، والإنجيل للقديس لوقا أكد ذلك، كما بينا حالاً، والإنجيل للقديس متى يذكر قول الرب يسوع قبل الصلب: " ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم " (مت24 :14)، وقوله قبل الصعود: " فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس " (مت28 :19). والإنجيل للقديس مرقس يذكر قوله قبل الصليب: " وينبغي أن يكرز أولا بالإنجيل في جميع الأمم " (مر13 :10)، وبعد القيامة يقول: " وقال لهم اذهبوا إلى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص. ومن لم يؤمن يدن. وهذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة. يحملون حيّات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون ثم أن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله. وأما هم فخرجوا واكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة " (مر16 :15-20).
    وعندما أختار بولس الرسول ليكرز باسمه أختاره ليكرز للأمم ووصفه بقوله: " لأن هذا لي أناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم وملوك وبني إسرائيل " (أع9 :15).
    وبعد فترة من الكرازة لليهود وتكوين شعب مؤمن بالمسيح جاءت الإشارة من السماء للقديس بطرس ببدء الكرازة للأمم وكان الباكورة هو قائد المئة الروماني كرنيليوس وأهل بيته وأصحابه من الأممين وحدثت مباحثة مع القديس بطرس بسبب هذا الأمر، يقول الكتاب: " فبعدما حصلت مباحثة كثيرة قام بطرس وقال لهم أيها الرجال الأخوة انتم تعلمون انه منذ أيام قديمة اختار الله بيننا انه بفمي يسمع الأمم كلمة الإنجيل ويؤمنون والله العارف القلوب شهد لهم معطيا لهم الروح القدس كما لنا أيضا " (أع15 :7). وبعد هذه المباحثة أوضح الروح القدس للرسل معني نبوة عاموس النبي القائل: " في ذلك اليوم أقيم مظلّة داود الساقطة وأحصّن شقوقها وأقيم ردمها وابنيها كأيام الدهر. لكي يرثوا بقية أدوم وجميع الأمم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا " (عا9 :11و12). وهنا حسم الموقف يعقوب أخو كما يقول الكتاب: " وبعدما سكتا أجاب يعقوب قائلا أيها الرجال الأخوة اسمعوني. سمعان قد اخبر كيف افتقد الله أولاً الأمم ليأخذ منهم شعبا على اسمه. وهذا توافقه أقوال الأنبياء كما هو مكتوب. سأرجع بعد هذا وابني أيضاً خيمة داود الساقطة وابني أيضاً ردمها وأقيمها ثانية لكي يطلب الباقون من الناس الرب وجميع الأمم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا كله. معلومة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله. لذلك أنا أرى أن لا يثقل على الراجعين إلى الله من الأمم. بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنى والمخنوق‏ والدم " (أع15 :14-18).
    ولذا فعندما ولد الرب يسوع المسيح سبحت الملائكة قائلة: " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " (لو2 :14). وعند ختانه سبح سمعان البار الرب قائلاً: " الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام.30 لان عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيلونلاحظ هنا أنه ذكر الأمم أولاً ، والخلاص لجميع الشعوب " (لو2 :30-32).
    3 – تفسير الآية المستخدمة للتشكيك:
    استغل المشككون القصة التالية والخاصة بالمرأة الكنعانية: " وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود. ابنتي مجنونة جدا. فلم يجبها بكلمة. فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا. فأجاب وقال لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعنّي. فأجاب وقال ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. فقالت نعم يا سيد. والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم إيمانك. ليكن لك كما تريدين.فشفيت ابنتها من تلك الساعة " (مت15 :22-28). وقالوا أن المسيح هنا يؤكد أن دعوته محلية فقط وأنه ما جاء إلا لليهود وليس لجميع الأمم!! وهذا تفسير انتهازي سفسطائي جدلي تشكيكي لا يقدم الحقيقة ولا يعرف الحق لأنه يهدف فقط لتشكيك المؤمنين ليضل ولو أمكن المختارين!! وقبل أن نوضح الصورة نسأل أنفسنا قبل أن نسأل هؤلاء المشككين؛ هل كان هذا موقف الرب يسوع المسيح مع كل من طلبوا منه الشفاء من الأمم، أم هذه حالة خاصة؟ والإجابة أن هذه حالة خاصة جدا فقد شفي الرب يسوع المسيح مرضي من أجناس كثيرة من الأمم وعل سبيل في قصة العشرة البرص الذي شفاهم الرب يسوع وكان أحدهم من الأمم يقول الكتاب: " وفيما هو داخل إلى قرية استقبله عشرة رجال برص فوقفوا من بعيد. ورفعوا صوتا قائلين يا يسوع يا معلّم ارحمنا. فنظر وقال لهم اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة. وفيما هم منطلقون طهروا. فواحد منهم لما رأى انه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم. وخرّ على وجهه عند رجليه شاكرا له. وكان سامرياً. فأجاب يسوع وقال أليس العشرة قد طهروا. فأين التسعة. ألم يوجد من يرجع ليعطي مجدا للّه غير هذا الغريب الجنس. ثم قال له قم وامض. إيمانك خلصك " (لو17 :12-19).
    وفي قصة شفاء خادم الملك وهو روماني أممي يقول: " وكان خادم للملك ابنه مريض في كفرناحوم. هذا إذ سمع أن يسوع قد جاء من اليهودية إلى الجليل انطلق إليه وسأله أن ينزل ويشفي ابنه لأنه كان مشرفا على الموت. فقال له يسوع لا تؤمنون أن لم تروا آيات وعجائب. قال له خادم الملك يا سيد انزل قبل أن يموت ابني. قال له يسوع اذهب. ابنك حيّ. فآمن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع وذهب. وفيما هو نازل استقبله عبيده واخبروه قائلين أن ابنك حيّ. فاستخبرهم عن الساعة التي فيها اخذ يتعافى فقالوا له أمس في الساعة السابعة تركته الحمى. ففهم الآب انه في تلك الساعة التي قال له فيها يسوع أن ابنك حيّ. فآمن هو وبيته كله " (يو4 :46-53).
    وفي قصة شفاء غلام قائد المئة الروماني الأممي يقول: " ولما دخل يسوع كفرناحوم جاء إليه قائد مئة يطلب إليه ويقول يا سيد غلامي مطروح في البيت مفلوجا متعذبا جدا. فقال له يسوع أنا آتي واشفيه. فأجاب قائد المئة وقال يا سيد لست مستحقا أن تدخل تحت سقفي. لكن قل كلمة فقط فيبرأ غلامي. لأني أنا أيضاً إنسان تحت سلطان. لي جند تحت يدي. أقول لهذا اذهب فيذهب ولآخر ائت فيأتي ولعبدي افعل هذا فيفعل. فلما سمع يسوع تعجب وقال للذين يتبعون.الحق أقول لكم لم أجد ولا في إسرائيل إيمانا بمقدار هذا. وأقول لكم أن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السموات. وأما بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة الخارجية.هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. ثم قال يسوع لقائد المئة اذهب وكما آمنت ليكن لك.فبرأ غلامه في تلك الساعة " (مت8 :5-13).
    كما مدح إيمان الأمم في شخص أرملة صرفة صيدا ونعمان السرياني مما أثار عليه غضب اليهود وقرروا إلقائه من على الجبل: " وبالحق أقول لكم أن أرامل كثيرة كنّ في إسرائيل في أيام إيليا حين أغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر لما كان جوع عظيم في الأرض كلها. ولم يرسل إيليا إلى واحدة منها إلا إلى امرأة أرملة إلى صرفة صيدا. وبرص كثيرون كانوا في إسرائيل في زمان اليشع النبي ولم يطهر واحد منهم إلا نعمان السرياني. فامتلأ غضبا جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا. فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه إلى أسفل " (لو4 :25-29).
    ومدح السامري الصالح على حساب الكاهن واللاوي رموز اليهود في مثال السامري الصالح: " فأجاب يسوع وقال. إنسان كان نازلا من أورشليم إلى أريحا فوقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حيّ وميت. فعرض أن كاهنا نزل في تلك الطريق فرآه وجاز مقابله. وكذلك لاوي أيضا إذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله. ولكن سامريا مسافرا جاء إليه ولما رآه تحنن فتقدم وضمد جراحاته وصب عليها زيتا وخمرا واركبه على دابته وأتى به إلى فندق واعتنى به وفي الغد لما مضى اخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق وقال له اعتن به ومهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أوفيك. فأي هؤلاء الثلاثة ترى صار قريبا للذي وقع بين اللصوص. فقال الذي صنع معه الرحمة. فقال له يسوع اذهب أنت أيضا واصنع هكذا " (لو10 :30-37).
    كما اهتم بخلاص المرأة السامرية الخاطئة والتي عن طريقها آمنت مدينتها بالكامل بالرب يسوع المسيح:
    " فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس هلموا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح. فخرجوا من المدينة وأتوا إليه فلما جاء إليه السامريون سألوه أن يمكث عندهم.فمكث هناك يومين 000 فآمن به أكثر جدا بسبب كلامه. وقالوا للمرأة أننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم " (يو4 :28-30و41و42).

    ما معنى هذا؟ والإجابة هي أن الرب يسوع كان يشفي المرضي دون أن يسألهم عن جنسهم أو ديانتهم. فلماذا تصرف هذا التصرف الذي تصرفه مع المرأة الكنعانية؟ والإجابة ببساطة هي أن اليهود كانوا يؤمنون أنهم وحدهم شعب الله المختار إلى الأبد وأن المسيح المنتظر سيأتي ليجعلهم سادة للعالم، ويسود العالم من خلالهم لمدة ألف سنة ويظل الأمم بالنسبة لهم عبيدا وكلاباً!! لإاراد الرب يسوع المسيح يثبت لهم العكس وأن الأمم سيسبقون اليهود إلى الملكوت بل سيطرح اليهود خارجا وهؤلاء الأمم سيتكئون في حضن إبراهيم. لذا ضغط على المرأة وهو يعلم مسبقا بعلمه الكلي ماذا ستقول وكيف ستتصرف، فقال لها لا يصح أن يأخذ خبز البنين ويعطى للكلاب، وهنا ألحت عليه وقالت الكلاب تحتاج أن تأكل من الفتات الساقط من مائدة أربابها، وهنا يؤكد الرب لليهود من خلالها كيف أن الأمم يتمسكون به ويلحون في طلب الملكوت في حين أنهم، قطاع كبير من اليهود، أهملوه ورفضوا الإيمان بالمسيح كالفادي والمخلص، فكروا فقط في السيدة لا الخلاص. ولذا قال الكتاب " إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه " (يو1 :9 و10).
    وكانت التلاميذ والرسل يكرزون لليهود أولا وبعد أن يطردوا الرسل من مجامعهم يتجهون للأم لكي يؤكدوا لليهود أنهم هم الذين رفضوا الإيمان في حين قبله الأمم، وعلى سبيل المثال يقول سفر الأعمال: " وفي السبت التالي اجتمعت كل المدينة تقريبا لتسمع كلمة الله. فلما رأى اليهود الجموع امتلأوا غيرة وجعلوا يقاومون ما قاله بولس مناقضين ومجدفين. فجاهر بولس وبرنابا وقالا كان يجب أن تكلّموا انتم أولاً بكلمة الله ولكن إذ دفعتموها عنكم وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية هوذا نتوجه إلى الأمم. لأن هكذا أوصانا الرب. قد أقمتك نورا للأمم لتكون أنت خلاصا إلى أقصى الأرض. فلما سمع الأمم ذلك كانوا يفرحون ويمجدون كلمة الرب. وآمن جميع الذين كانوا معيّنين للحياة الأبدية " (أع13 :44-48).
    ويعبر القديس بولس عن حزنه وألمه لموقف اليهود الكرازة بقوله: " أقول الصدق في المسيح.لا اكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس أن لي حزنا عظيما ووجعا في قلبي لا ينقطع. فاني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروما من المسيح لأجل أخوتي أنسبائي حسب الجسد الذين هم إسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد. ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلها مباركا إلى الأبد " (رو9 :1-5).
    ولكنه يتذكر كيف وقفوا ضد الكرازة وكانوا حجر عثرة في طريق الإيمان: " فأنكم أيها الأخوة صرتم متمثلين بكنائس الله التي هي في اليهودية في المسيح يسوع لأنكم تألمتم انتم أيضا من أهل عشيرتكم تلك الآلام عينها كما هم أيضا من اليهود الذين قتلوا الرب يسوع وأنبياءهم واضطهدونا نحن. وهم غير مرضين للّه وأضداد لجميع الناس يمنعوننا عن أن نكلم الأمم لكي يخلصوا حتى يتمموا خطاياهم كل حين. ولكن قد أدركهم الغضب إلى النهاية " (1تس2 :14-16).
    ويخاطب الأمم مؤكدا أن المسيح جعل اليهود والأمم واحد لا فرق بينهما: " لأنه لا فرق بين اليهودي واليوناني لأن رباً واحداً للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به. لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص " (رو10 :12 ,13). ويبين للأمم كيف صاروا قريبين بدم المسيح وجزء من جسده الذي هو كنيسة قائلاً: " لذلك اذكروا أنكم انتم الأمم قبلا في الجسد المدعوين غرلة من المدعو ختانا مصنوعا باليد في الجسد أنكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن رعوية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد لا رجاء لكم وبلا اله في العالم. ولكن الآن في المسيح يسوع انتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح. لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة.مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانا واحدا جديدا صانعا سلاما ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا العداوة به. فجاء وبشركم بسلام انتم البعيدين والقريبين. لأن به لنا كلينا قدوما في روح واحد إلى الآب. فلستم إذا بعد غرباء ونزلا بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية الذي فيه كل البناء مركبا معا ينمو هيكلا مقدسا في الرب. الذي فيه انتم أيضا مبنيون معا مسكنا للّه في الروح " (أف2 :11-22).
    </BLOCKQUOTE>

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 12:45 pm